تعريفات ادمان المخدرات تتغير
عناصر المقال
تغيرت خلال الـ 10 سنوات الماضية التعريفات الطبية والعلمية لمشكلة الإدمان، ويرجع ذلك إلى التغيرات التي حدثت في عالم
المخدرات بأنواعها وطرق أستخدامها والأضرار التي تسببها لمن يتعاطونها، بالإضافة إلى جرعات المخدر.
تعريفات ادمان المخدرات تتغير
وقديمًا كان يُعرف الإدمان بأنه (مرض الإدمان)، ثم ظهر تعريف آخر للإدمان، هو (الاعتمادية على الأدوية والمواد المخدرة)، كما ظهر
فيما بعد تعريف ثالث وهو (سلوك البحث عن المخدر)، وبالتالي أصبح الإدمان يرتبط بتعاطي المخدرات مما يؤدي إلى اعتمادية
جسد المدمن على المخدرات، ويصاحبه سلوكيات البحث عن المزيد منها، وذلك بغض النظر عن المشكلات المادية والأخطار
التي قد يتعرض لها أثناء تلك المراحل، بمعنى أنه لا يوجد ما يمنع المدمن من البحث عن المخدرات وتعاطيها، وهي بذلك تمثل
له محورًا للحياة.. من أين يحصل على الجرعة؟.. ثمنها؟.. متى يتعاطاها وأين؟.
تعريفات ادمان المخدرات تتغير
تختلف سلوكيات المدمن عن غيره من الأسوياء الذين يبدؤون يومهم بالذهاب للعمل، أو المدرسة والجامعات، أو حتى ممارسة
الرياضة، بينما هو يدور في نفس الدائرة السابق شرحها من أجل توفير جرعة المخدر لنفسه.
الترامادول .. إدمان اللا شعوري
بالنسبة لعقار الترامادول المخدر والذي شاع بين جميع فئات المجتمع، فقد جرى العرف عند مدمنيه على أستخدامه في البداية
كمسكن للآلام أو منشط عام، وأستمر الأمر معهم بالتدريج، حتى تعدت فترات تعاطيهم الشهور، ليفاجئوا بأنهم أصبحوا أمام
مشكلة كبيرة، ألا وهي أنهم صاروا مدمنين لهذه المادة الخطيرة.
وتعتبر بعض الدراسات العلمية عقار الترامادل أخطر وأشد تأثيرًا من الهيروين، لما يحتويه من مواد مسكنة تسبب الاعتمادية
الجسدية عليها، كما أن سهولة الحصول عليه كعقار طبي في الأساس يجعله أكثر انتشارًا وتوفرًا في كافة الصيدليات
والمستشفيات، وبالتالي يسهل تسريبه إلى المجتمع.
الاعتراف أو كسر الإنكار
حل مشكلة إدمان الترامادول يكون أولًا في أعتراف المدمن نفسه بوجود مشكلة، تؤثر عليه وعلى سلوكه ومجريات حياته،
ويجب البحث لها عن حلول، ويمكن للطبيب المعالج أن يتغلب على تلك الجزئية المهمة، ومساعدة المدمن عن طريق ما
يسمى بكسر إنكاره.
الحشيش يضرب المخيخ ويؤدي لاضطرابات وجدانية
فيما يتعلق بمخدر الحشيش فيعتبره بعض الأخصائيين تعاطيه عادة وليس إدمان، ولكن شريطة أن تكون مادة المخدر طبيعية
ولم يجرى خلطها بمواد كيميائية أخرى، أما الحشيش المصنع فتعاطيه يسبب الإدمان الكامل، ومشكلة هذا المخدر أن يؤثر
على منطقة المخيخ، وهي المسئولة عن المشاعر والأحاسيس بمخ الإنسان.
ويسبب الحشيش الطبيعي والصناعي ــ على حد سواء ــ آثارًا مدمرة على صحة من يتعاطوه، حيث يؤدي إلى اضطرابات
وجدانية شديدة جدًا، وتشمل: نوبات الهلع، الخوف الشديد، التوتر الشديد، وقد يؤدي في بعض الحالات إلى إصابة البعض
بمرض الفصام العقلي.
تعريفات ادمان المخدرات تتغير
ويحتاج مدمن الحشيش عند رغبته التوقف عن التعاطي إلى أستشاره طبيب مختص، حيث قد يتعرض لبعض الأعراض
الانسحابية مثل: القلق، التوتر، واضطرابات النوم.
أما مخدر البانجو فهو عقار شديد الإدمان، وأيضًا شديد الخطورة، حيث يؤدي إلى تلف خلايا المخ، وتعريض من يتعاطاه للإصابة
بالهلاوس وبعض الاضطرابات النفسية مثل القلق المرضي والوساوس واضطرابات الإدراك.
أطباء الإدمان يتطورون
لم يعد أطباء علاج السموم والإدمان على نفس الشكل التقليدي المعروف في السابق للأطباء، ويرجع ذلك لأن هذا التخصص
يتطلب مهارات شخصية خاصة من أطباء الإدمان، حيث يتطلب الأمر أن ينزل الأطباء إلى مستوى المدمنين في التفكير والاستنباط،
من أجل أن يتوقعوا تصرفاتهم ويحللوا شخصياتهم المضطربة.
وخلال إحدى الفترات كان المدمنين يرفضون اللجوء للأطباء، وذلك بسبب معامله الأطباء لهم بنوع من التعالي، دون أن يراعوا أن
للمدمنين كبرياء أيضًا، وربما يزيد الإدمان من حساسيتهم تجاه الآخرين.
علاقات صداقة والعلاج متنامي
وصارت الأمور الآن على النحو الذي أصبح فيه أطباء الإدمان ومرضاهم أصدقاء لأبعد الحدود، فالاستشارات متاحة في أي وقت خلال
اليوم، وذلك لأن علاج الإدمان يعتبر تغيير متنامي، يحتاج إلى الوقت والمتابعة، والنصيحة والإرشاد، التي تستمر لفترات طويلة،
حتى لا يتعرض المدمن لخطر الانتكاس.
و علاج الإدمان لا يتوقف عند المدمن فقط، فكما يحتاج هو للعلاج والتوعية، يحتاج أهله والمحيطين به أيضًا إلى إرشادهم إلى
الطريقة التي يمكن من خلالها أن يمنحوه مجددًا الثقة في نفسه لإعادة بناء قدراته الذاتية، بالإضافة إلى بعثهم الأمل في
حياته مرة أخرى.