غزوات الادمان في عصر انفجار القيم
عناصر المقال
تطور الإدمان بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة وأصبح لا يرتبط بسن أو بمرحلة عمرية كما كان في السابق، كما أصبح أيضًا
لا يرتبط بنوعية أو جنس المدمن، حيث أصبحت الإناث تزاحم الذكور في نسب الإقبال على تعاطي وإدمان المخدرات.
ومن ضمن الأمور التي لم تمنع الإدمان كذلك من غزواته، أنتشاره وسط بيئات المتعلمين والمثقفين، والبيئات الفقيرة والغنية
على حد سواء وبنفس النسب تقريبًا.
غزوات الادمان في عصر انفجار القيم
وبحسب أحد الأطباء النفسيين فقد سجلت إحدى الحالات وهي لطفل يبلغ من العمر 7 سنوات، إدمان على تعاطي المخدرات ،
وشملت المواد المدمنة بجانب تدخين السجائر مواد أخرى مثل الحشيش والترامادول.
ومكافحة موجات الإدمان الحديثة أصبحت في حاجة شديدة لتكامل جميع الأدوات بدءًا من الأسر والمؤسسات التعليمية والدينية
إلى الأجهزة الحكومية والإعلام، خصوصًا مع تفاقم تلك المشكلة وزيادتها بشكل مطرد وسريع.
ويمكن أن يطلق على العصر الذي نعيشه حاليًا عصر أنفجار القيم، حيث غاب الاحترام الكامل لكل القيم، سواء الدينية أو الاجتماعية
والأخلاقية، وأصبحت الشوارع وشاشات التليفزيون ومضخات المعلومات الإلكترونية هي التي تفرض قيمها وثقافتها على الجميع.
غزوات الادمان في عصر انفجار القيم
ومن ضمن الأمور التي تأثرت بحالة أنفجار القيم في المجتمعات العربية هي القبول بالأوضاع الخاطئة، حيث أصبح من الطبيعي
أن تقدم المخدرات في المدارس والجامعات، وحتى إن كان لا يزال يحدث ذلك بعيدًا عن الرقابة، ولكنه في النهاية يحدث وبشكل كبير.
كما أصبح تعاطي المخدرات يتم بصورة علنية في بعض المدن العربية، ولا سيما بعد تراجع دور أجهزة الشرطة الذي نتج عن
ثورات الربيع العربي.
ومن الأمور المهمة والدالة على هيمنة أنماط جديدة من الثقافات الإدمانية، هي أن أسماء وأشكال الأنواع المتعددة للمخدرات
لم تعد سرية بل أصبحت معروفة للجميع حتى الأطفال.
وتشترك جميع أعراض الإدمان على المخدرات في بعض النقاط الأساسية، مثل تراجع قدرات الانتباه والتركيز عند الشخص المتعاطي،
كما تؤثر كل أنواع المخدرات على المهارات الحسية مثل طريقة الكلام والشم والتذوق، بالإضافة إلى إصابة المدمن بحالة من
عدم اللامبالاة.
غزوات الادمان في عصر انفجار القيم
ونتيجة لذلك التشابه بين الأعراض المختلفة للإدمان على المخدرات بشكل عام، يتراجع المستوى الدراسي والوظيفي لكل المدمنين
على حدٍ سواء، بسبب مشكلات الذاكرة والإدراك والاستيعاب.
بينما يكون لبعض الأنواع أعراض أخرى تضاف إلى الأعراض السابقة، مثل إدمان مجموعة الأفيونيات والموروفينات، والذي يؤدي إلى
إصابة المدمن برشح الأنف المستمر، وحكة الجلد، واضطرابات النوم.
وفي حالة عدم حصول المدمن على الجرعة اللازمة فقد يصاب بالإسهال وتقلصات الأمعاء والمعدة، والعدوانية والانفعال الشديد،
وتزول هذه الأعراض بمجرد أن يقوم بتعاطي المخدر مرة أخرى.
غزوات الادمان في عصر انفجار القيم
فيما تسبب مجموعة القنب في العموم حالات من السعادة والمرح لمن يستخدمونها، وبالتالي فإن التوقف عن تعاطيها لمن يدمنون
عليها، يسبب لهم بعض الأعراض الاكتئابية وحدية المزاج، وفي بعض الأحيان العدوانية الشديدة والغير مبررة تجاه الآخرين.
ويؤدي الإدمان على مشتقات القنّب إلى الإصابة أيضًا بحالة من اللامبالاة الشديدة، بجانب أنها تسبب مشكلات في الذاكرة والتركيز،
كما يسبب تعاطي الحشيش والبانجو زيادة في أحمرار العينين.
وبالنسبة للكحوليات فهي تسبب مشكلات ذهنية تؤثر على الحركة، بالإضافة إلى أن لها أعراض أنفعالية قوية جدًا، وتعتبر الأعراض
الانسحابية للكحوليات من أقوى آثار المخدرات على الإطلاق، وهي في ذلك تتجاوز الهيروين و الترامادول .
غزوات الادمان في عصر انفجار القيم
ولا شك أن مدمني المخدرات يعانون من مشكلات نفسية وروحية، ففي الغالب تكون نظرة المدمنين للحياة نظرة مادية بشكل كبير،
وبالتالي فهم لا يقتنعون بما يحققوه من مكاسب، كما لا يقتنعون من ناحية ثانية بما وصلوا إليه من درجات إدمانية.
وبالإضافة لما سبق لا يدرك المدمنين السعادة بسبب بعدهم الدائم عن الروحانيات، مثل الصلاة والعبادات الأخرى، والتي من شأنها
أن تؤدي للسعادة الحقيقة طويلة المدى، كما تجنبهم الإصابة بالإلحاد الحياتي، نتيجة رفضهم التمسك بالتعاليم الدينية السماوية.