مصحات علاج الإدمان والتأهيل النفسي
عناصر المقال
تعتبر مراكز مصحات التأهيل النفسي و التعافي من الإدمان والتعاطي، مؤسسات غرضها الأساسي خدمة مرضى الإدمان والمرضى
الآخرين ممن يعانون من الاضطرابات النفسية، وتقديم العلاج والدعم والرعاية اللازمة لهم.
وعلى خلاف ما يشاع عن المصحات ومراكز التأهيل، فإنها لا تعتبر أماكن لاحتجاز المرضى والمدمنين الراغبين أو المجبرين على العلاج،
وقهرهم من أجل تحقيق ذلك الهدف.
مصحات علاج الإدمان والتأهيل النفسي
ويعمل بمراكز التأهيل ومصحات علاج الادمان مجموعات من استشاري الطب النفسي و علاج الإدمان، بالإضافة إلى أخصائيين
نفسيين واجتماعين، بجانب مجموعات تمريض متخصصة فقط في علاج الإدمان ورعاية مرضى الاضطرابات النفسية.
والخدمة التي تقدمها هذه المؤسسات هي خدمة صحية متخصصة في مجال علاج سوء استخدام العقاقير المخدرة، بجانب خدمة
ورعاية وعلاج مرضى الاضطرابات الناتجة عن الإصابة ببعض الأمراض النفسية مثل الذهان والفصام والاكتئاب.
والهدف العام لهذه المراكز والمصحات هو علاج وتأهيل المدمنين والمرضى النفسيين من أجل يعودوا للمجتمع مرة أخرى متعافين
قادرين على العمل والإنتاج، وكذلك النجاح في حياتهم العملية والاجتماعي.
مصحات علاج الإدمان والتأهيل النفسي
وكل المستشفيات والمصحات لها بعض الإجراءات والقوانين التي تتبعها بشأن تنظيم دخول المرضى إليها وتقديم العلاج لهم، حيث
تشمل تلك الإجراءات 3 مراحل رئيسية، فخلال المرحلة الأولى يتم التعرف على التاريخ المرضى للحالة من الشخص لمريض نفسه،
ومن بعض أفراد أسرته، ويتواجد خلال هذه المرحلة الأطباء وأطقم التمريض بجانب المريض على مدار الـ 24 ساعة كاملة، وذلك من
أجل التعرف على معاناته ووصف الأدوية المناسبة للحالته.
ويطلب من المريض خلال تلك المرحة التعاون مع الأطباء والتمريض وتقديم المعلومات المطلوبة لهم بدقة، بجانب إصراره الذاتي على
العلاج، والتخلص من المشكلات التي يعانى منها.
كما يطلب من المرضى الذين تتطلب حالاتهم الإقامة لفترات داخل المستشفى أو المصحة عدم التفكير بما يجري بالخارج، فمن شان
ذلك أن يؤثر على معنوياتهم وبالتالي على سرعة أستجابتهم للعلاج، خصوصًا المتزوجون وممن لديهم بعض الأعمال ويخشون أن تتأثر
خلال تلك الفترة.
وأثناء تلك المرحلة يمر مرضى الإدمان بما يسمى بأعراض الانسحاب، حيث يجرى لهم ما يسمى بالتقييم النفسي، وذلك التقييم
يعتبر المنهج التحليلي للحالة، والتي بناءً عليها يتم وضع البرنامج العلاجي المناسب لها.
مصحات علاج الإدمان والتأهيل النفسي
وبعد الانتهاء من الخطة العلاجية تبدأ المرحلة الثانية، وهي مرحلة التأهيل النفسي، وهذه المرحلة تحتاج إلى المزيد من الوقت
والجهد من جانب المريض والفريق العلاجي، وتهدف إلى تغيير بعض الأفكار وأنماط السلوك عند المريض، كما تهدف أيضًا إلى
تغيير بعض الأحاسيس والمشاعر والتي في الغالب يكون لها دور أساسي في الإصابة بمرض الإدمان.
ويتعلم المريض خلال هذه المرحلة أيضًا طرق التفكير الإيجابي، بالإضافة إلى تعزيز مبدأ رفض القبول بالأوضاع والأشياء الضارة
والغير أخلاقية، بجانب التعرف على أساليب التحكم في المشاعر، والبحث عن دوافع وأهداف للحياة.
وطبقًا للوائح الداخلية لكل مركز أو مصحة، يسمح للمرضى المقيمين بالخروج لزيارة ذويهم، كما تنظم لهم الرحلات الترفيهية والتثقيفية.
مصحات علاج الإدمان والتأهيل النفسي
كما يقدم للمرضى بعض الأنشطة الرياضية والبدنية لتحسين لياقاتهم، مثل رياضات كرة القدم والسباحة وبعض الرياضات التي
تمارس داخل الصالات.
والمرحلة الثالثة والأخيرة لا تستدعي إقمة المرضى بشكل كامل داخل المركز أو المصحة، بل يعود إلى منزله، وإن كانت هناك بعض
الحالات يرى الأطباء المعالجين ضرورة في أن تبقى بعيدة لفترات عن منازلها ومحيطها الاجتماعي السابق حتى تتعافى بشكل أكبر
وتصبح قادرة على مواجهة مغريات الإدمان الموجودة فيها.
وفقط يتردد المريض المتعافي بشكل دوري على المصحة للحصول على أستشارات نفسية ودعم مستمر، بالإضافة إلى متابعة
الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين لحالته عن قرب والتعرف منه على المشكلات التي يواجهها في حياته الجديدة وإيجاد طرق
الحل المناسبة لها، حتى لا يصاب بالإحباط الذي يدفعه للانتكاس والعودة للمخدرات مرة أخرى.