تجربتي مع ليريكا وكيف ادت بي تجربتي مع ليريكا الى الادمان؟
عناصر المقال
تجربتي مع ليريكا لم تكن مجرد قصة أسردها لكم لإظهار كم الألم الذي عانيته، أو للتفاخر بأنى بطل. فقد تخطيت بالفعل إدمان حبوب ليريكا، ولكني أروي لكم تجربتي مع ليريكا؛ لأنها تعني لي أكثر من ذلك.
فهي رحلة طويلة تعني لي مولدي من جديد، أو بالمعنى الأدق إحيائي من جديد! نعم لقد أوشكت أن أكون بين الأموات، قصتي مع ليريكا تبّين كيف للإنسان أن يؤدي بنفسه إلى التهلكة دون أن يشعر.
فعندما تغلب المخدرات على مخ الإنسان، فهو يتغافل تماماً عن العواقب، لم يأبه بترتيب أولوياته فيضيع منه كل شيء. ولكن دائماً ما توجد لحظة ما يختلف كل ما بعدها عن ما كان قبلها، وهذه اللحظة هي طوق النجاة الذي أنقذني، لذلك تابعوا قصتي.
ما هو سبب تجربتي مع دواء ليريكا؟
في الحقيقة أنه لم يكن سبباً بقدر ما كان وسيلة أحاول بها الهروب من واقعي المؤلم، الذي ازداد ألماً باستخدامها.
بدأت قصتي عندما انتابني الكثير من الضغط النفسي والإرهاق الجسدي، نتيجة عملي الذي أفنيت حياتي من أجله، فأنا إنسان طموح جداً وأريد الوصول إلى أهدافي بأي ثمن، كما إني كنت أخطط لذلك طوال الوقت، وأبذل كل ما في وسعي لأصل إلى ما تم تخطيته، ولكن في سبيل ذلك كنت أضع نفسي تحت ضغط رهيب، ولا أترك لنفسي أي مساحة للراحة.
حتى أصبح الضغط النفسي والإرهاق الجسدي يؤثران على حياتي وعملي، وحينها تحدثت مع صديق لي، واشتكيت معاناتي مع التوتر والإرهاق الذي انتابني، وكانت نصيحته لي بتناول حبوب ليريكا.
وأقنعني بأنها مجرد حبوب منشطة تساعدني على التركيز وتمنحني الطاقة اللازمة لاستكمال عملي. وهذا كان كل ما أطمح إليه، أعطاني صديقي شريط حبوب، مكتوب عليه ليريكا300
وذات يوم بينما كنت منهمكًا في العمل، بدأت أشعر بأن جسدي يخور. لذا تبادر في ذهني حينها نصيحة صديقي وعلى الفور تناولت حبة واحدة من حبوب ليريكا التي أعطاني إياها.
متى بدأ مفعول ليريكا؟
في غضون 30 إلى 60 دقيقة على ما أذكر بدأ مفعول ليريكا في الظهور و شعرت بما يلي:
- الألم الجسدي الذي كان يلازمني بدأ في الزوال، بالإضافة إلى مزيد من القوة والنشاط.
- التركيز وصفاء الذهن، كما شعرت بإحساس غريب بالسعادة والرغبة في العمل.
وبالفعل بدأت أعمل دون توقف، ولكن حدث ما لم يكن في حسباني، ففي اليوم التالي عندما استيقظت من النوم تغيّر الحال فجأة ودون سابق إنذار.
شعرت بألم شديد في عظامي، وإحساس بالخمول والنعاس وثقل في رأسي، وهذا بالتحديد ما دفعني لأخذ الحبة الثانية من ليريكا.
كيف أدت بي تجربتي مع حبوب ليريكا إلى الإدمان؟
منذ ذلك الوقت المشؤوم، وكلما أحسست ببعض من التعب أو الخمول، أو حتى القليل من التوتر أو القلق أو الحزن، هرولت بدون أي تفكير لأتناول حبة من ليريكا.
حتى وصل بي الحال ودون أن أشعر إلى تناول ثلاث حبات يومياً كما أصبحت لا أقدر على التكيف مع يومي بدون تناولها، وإذا نفذ العقار أذهب كالمجنون لأبحث عنه بأي ثمن ولا أشعر بالاطمئنان حتى أحصل عليها. وحينها فقط أدركت وأدرك من حولي أنني أصبحت مدمناً لحبوب ليريكا.
كيف تأثر جسمي أثناء تجربتي مع ليريكا؟
مع استمراري في تعاطي حبوب ليريكا، بدأ يتأثر جسدي بشكل ملحوظ للجميع، كما بدأت تظهر عليّ بعض الاضطرابات النفسية بجانب ذلك، عرفت بعد ذلك إنها “أعراض إدمان ليريكا” وكان ذلك التأثير يتمثل في:
شعرت بشراهة للطعام في أول الأمر، ثم الامتناع التام عن الطعام تماماً بسبب ما شعرت به من اضطرابات شديدة في الجهاز الهضمي. وذلك مثل الغثيان وعسر الهضم، والرغبة المستمرة في القيء، والإمساك الشديد أحياناً، والإسهال أحياناً أخرى.
- إحساس مستمر بالخمول والدوخة ورغبة مستمرة في النعاس.
- فقدان القدرة على التوازن، وضعف في القدرات العقلية.
- صداع مزمن، وألم شديد في أجزاء متفرقة من الجسم، كما شعرت بالإرهاق بدون أي مجهود.
- زيادة التعرق، وارتفاع درجة الحرارة، بالإضافة إلى ارتفاع ضغط الدم، وضيق في التنفس.
- حدوث تشنجات عضلية، وكذلك رعشة في الأطراف.
أما عن الأعراض النفسية التي عانيت منها أثناء تجربتي مع ليريكا فكانت كالتالي:
- الميل إلى العزلة والانطواء معظم الوقت، بالإضافة إلى القلق والتوتر الدائم بعد أن كان هذا السبب الأساسي لتناولها.
- الهياج العصبي على أتفه الأسباب، كما دخلت في نوبات اكتئاب حادة حتى بدأت التفكير في الانتحار.
- وضف إلى كل ما سبق أنني أصبحت شخصاً لا يُطاق، أميل للعدوانية والعنف، ألحق الأذى والضرر لكل المقربين مني، لا أقبل أي نصح.
تجربتي مع ليريكا بالتخلص منها في المنزل وعلاجها بالأعشاب
في لحظة ضعف شديدة وخاصة بعد أن بدأ الشخص الذي يموّلني بحبوب ليريكا في ابتزازي وتعمد إهانتي وذُلي أمام الجميع اتخذت قرارًا بالإقلاع عن تناول هذا السم.
ولكني لم أجرؤ على الاعتراف بمشكلتي والاستعانة بمصحة لعلاج الإدمان؛ خوفاً من نظرة المجتمع. فقررت خوض التجربة في المنزل، بعد أن قرأت عن إمكانية علاج ادمان ليريكا باستخدام بعض الأعشاب.
كانت الساعات الأولى تمر ببطء شديد، حينها كنت أشعر ببعض الاضطرابات الجسدية والنفسية. ولكن مع الوقت بدأت تلك الاضطرابات تشتد وتزيد، وبعد حوالي 24 ساعة أصبحت قاسية جداً لدرجة من الصعب تحملها. كما كنت أشعر ب:
- وخز شديد ومتسمر في منطقة الظهر وآخر الأطراف، بالإضافة إلى ألم مبرح في العظام والمفاصل، وكذلك المعدة.
- صداع شديد غير محتمل، كما كنت أشعر برعشة وتورم في الأطراف.
- نوبات شديدة من الاختناق، كما كنت أعاني من بعض الهلاوس السمعية والبصرية.
حاولت مقاومة كل هذا العذاب، ولكنه استمر في التزايد. وفي غضون 48 ساعة لم أستطع الصمود أكثر من ذلك، وبدأت في تكسير كل ما تطوله يدي، حتى أفراد أسرتي لم يستطيعون إيقافي. كما أوشكت أن أؤذي أحدهم، ولم أهدأ إلا عندما تجرعت جرعة من حبوب ليريكا.
حينها أدركت ومن حولي أنه لا جدوى من علاجي في المنزل، ولا الاعشاب التي تناولتها بل استسلمت للوضع. كما أصبح شغلي الشاغل كيف أحصل على الجرعة القادمة.
ولكن أبي لم ييأس وأصر على خضوعي للعلاج، كما قام فورًا بالتواصل مع مركز دار الشفاء للطب النفسي وعلاج الإدمان.
- قد يهمك أيضاً: مدة بقاء ليريكا في الجسم
كيف كانت رحلة علاجي في تجربتي مع ليريكا في مستشفى دار الشفاء؟
البداية: تم وضعي في مكان خاص يسمى مكان العزل، وذلك لعمل بعض الفحوصات التي تؤكد عدم اصابتي بفيروس كورونا؛ حفاظاً على حياة باقي النزلاء. وبعد مرور فترة العزل، بدأت فوراً مراحل العلاج، والتي كانت كالتالي:
مرحلة سحب سموم المخدر من الجسم:
وتم ذلك في غرفة جيدة التهوية تحتوي على كل سبل الراحة، وتدخلها الشمس بشكل مباشر.
بدأ المتخصصون في دار الشفاء على الفور في تطبيق البرتوكول العلاجي لسحب السموم، كما تم تقديم بعض المسكنات في تخفيف الأعراض الانسحابية الجسدية مثل الصداع.
تقديم المساعدة النفسية عن طريق فريق استشاري طبي على أعلى مستوى من المهارة، وهم من جعلوني واثقاً من قدرتي على تخطي تلك المرحلة بنجاح.
مرحلة المسح الطبي الشامل والتشخيص:
وهذه المرحلة التي تحدد بالتقريب مدة علاج إدمان ليريكا، فتختلف كل حالة عن الأخرى. كما يتوقف ذلك على:
- درجة المناعة، بالإضافة إلى مدى تضرر الأعضاء، وخاصة حالة الكبد والكلى.
- الحالة النفسية للمريض، بالإضافة إلى وزنه وعمره.
العلاج النفسي:
بعد أن خضعت للفحوصات و التحاليل، وتم تشخيص حالتي بدقة، تم تحديد البرنامج العلاجي الذي خضعت له باقي فترة علاجي.
وقد تم وضع برنامج نفسي مكثف للتخلص من الأعراض النفسية التي عانيت منها بسبب إدمان حبوب ليريكا.
من خلال تطبيق هذا البرنامج العلاجي، تم معرفتي على الطريقة الصحيحة للتعامل مع واقعي الجديد، وذلك حتى أتفادى الضغط النفسي الذي أتعرض له.
استطعت أخيراً استعادة اتزاني النفسي، كما تلاشى الرابط النفسي بيني وبين المخدر.
وبالخضوع للطرق المتبعة في مركز دار الشفاء لعلاج الإدمان، استطعت بنجاح أن أستوعب حالتي. كما استطعت فهم كيف أتعامل مع مشاكلي بتفكير منطقي سليم.
استعادة مهارات التواصل المجتمعي وتقويم السلوك
استطعت من خلال هذه المرحلة التخلص من السلوكيات المجتمعية الشاذة كافة، والتي اكتسبتها أثناء فترة إدماني لليريكا. كما استدعت رويداً رويداً المهارات الطبيعية للتواصل مع المجتمع مرة أخرى.
وأخيراً، المتابعة الخارجية
بعدما أتممت فترة علاجي الجسدي والنفسي وتأهيلي سلوكياً لأواجه الواقع الجديد، الآن أصبحت جاهزاً لبدء حياة جديدة خالية من المخدرات. كما كان لا بد من دعم قوي يحفزني على عدم الرجوع إلى هذا الطريق المظلم مرة أخرى، وحتى هذا القلق لم تدعني له مستشفى علاج ادمان دار الشفاء. فقد وجدت خدمة المتابعة الخارجية، وكنت في كل مرة ألجأ فيها لتلك العيادات الخارجية أعود. كما تم تقديم النصيحة الصحيحة إليّ، والتي تطرد مني تماماً فكرة الرجوع إلى تعاطي ليريكا أو أي نوع مخدر آخر، وتشجيعي على المضي قدماً في طريق النجاح.